الشيخ شرف الدين عيسى، وعصريه الشيخ شهاب الدين بن العطار الآتي ذكره -رحمهما الله تعالى- والشيخ بدر الدين البشتكي، لم أجد في أغزالهم من المقاطيع ما يغازل بغزله عيون التورية، ولكن وقفت لهم على أغراض هي فوق الغرض، فمن ذلك قول الشيخ شهاب الدين بن العطار:
أصبحت بطال والأولاد أربعة ... محمد وثلاث موتهم يجب1
فإن تخيل في رزق بمدحكم ... أبو محمد البطال لا عجب
ومن إيهامه في هذا الباب قوله:
طلبت رزقًا قيل رح ناظرًا ... جيوش سيس قلت رأي تعيس2
لو أن ذي الحكام في سلطة ... ما طلبوا أني أبقى بسيس
وقال في الشيخ شرف الدين عيسى المذكور:
عيسى ومن مدحوه ... ما شمت فيهم رئيسا3
وما رأيت أناسًا ... لكن حميرًا وعيسا4
وقوله في طاهر بن حبيب:
تجادل شافعي مع مالكي ... وهذا البحث بين الناس ظاهر
فقال الشافعي الكلب نجس ... وقال المالكي الكلب طاهر
ومن لطائف مجونه قوله:
هيأ البلان موسى ... خلوة تحيي النفوسا5
قلت ما أصنع فيها ... قال تستعمل موسا
ومن محاسن الشيخ جمال الدين عبد الله السوسي، في باب التورية، قوله:
أهوى غزالًا عليه صبري ... قد بان في الحب وهو عذري
قد أسرت مقلتاه قلبي ... فرحت مملوكه بأسري6