وباذهنج غدا في الجو منظره ... من فوق مخبره يبدو على سنن
فانظر فديتك يا محبوب رفعته ... واستنشق الريح من تلقاه يا سكني
وقوله:
يا باذهنجي كم كذا ... تعلو على بان الحمى
أبديت حمقًا زائدًا ... ورفعت رأسك للسما
وألطف منه قوله مع حسن التضمين:
يا باذهنجي لا برحت من الهوى ... مثلي على حب الديار مولها
داري بحبك لم تزل مشغوفة ... خلعت هواك كما خلعت هوى لها
وقوله مضمنًا:
هجا الشعراء جهلًا باذهنجي ... لأن نسيمه أبدًا عليل
فقال الباذهنج وقد هجوه ... إذا صح الهوى دعهم يقولوا
ومن نكته الغريبة في باب التورية قوله، وكتب به إلى ابن الزين المعروف بلبيكم:
يا شاعرًا قد حاز حسن بديهة ... وتطيعه درر النجوم إذا نظم
وتجيبه قبل السؤال لقصده ... وتقول يابن الزين لبيكم نعم1
وقوله وقد قدم الشيخ جمال الدين إلى الشام:
يا معشر الأدبا غدا تشبيبكم ... ومديحكم فيما يروق ويعذب2
وافاكم ابن نباتة فتفقهوا ... أقواله بسكينة وتأدَّبوا
وقوله من أبيات:
ومتى امتطيت من الكئوس كميتها ... أمسيت تمشي في المسرة راكبا3
ومتى طرقت عشى آنس ديرها ... لم تلق إلا راغبًا أو راهبا
وممن قنص شوارد التورية بحبائل فكره الشيخ بدر الدين حسن الزغاري، فمن ذلك قوله: