وقد عنَّ لي أن أذكر هنا لكل من عاصره ومشى تحت علمه النباتي، وتحلى بنكته الأدبية، نبذة من مختار مقاطيعه التي حلاوتها في الأصل نباتية، ليظهر صدق قولي في تفضيل الصحابة المحمدية، وأشرع بعد ذلك في إيراد نبذة من نظم التابعين لهم بإحسان، وأدير هذا الكاس بحيث يتسلسل دوره إلى أهل هذا العصر والأوان، والعصابة التي مشت تحت العلم النباتي، وتحلت بقطر نباته هم: الشيخ صلاح الدين الصفدي، والشيخ زين الدين بن لوردي، والشيخ برهان الدين القيراطي. ومذهبي أنه أقرب الناس إلى الشيخ جمال الدين، نظمًا ونثرًا، والشيخ شمس الدين بن الصائغ، والشيخ بدر الدين ابن الصاحب، والشيخ شهاب الدين بن أبي حجلة، والشيخ إبراهيم المعمار، والشيخ بدر الدين حسن الزغاري، والشيخ يحيى الخباز الحموي، والشيخ شهاب الدين الحاجبي.

وممن أدركهم وعاصرهم المصنف، وكتبوا إليه وكتب إليهم، وأنشدوه وأنشدهم من أهل مصر والشام: الشيخ زين الدين بن العجمي عين كتاب الإنشاء الشريف بالديار المصرية، والقاضي فتح الدين بن الشهيد صاحب دواوين الإنشاء الشريف بدمشق المحروسة، وناظم السيرة النبوية نور الله ضريحه، والشيخ عز الدين الموصلي والشيخ علاء الدين بن أيبك الدمشقي والشيخ جلال الدين ابن خطيب داريا، والشيخ شمس الدين الرئيس الشهير بابن المزين، والصاحب فخر الدين بن مكانس وولده الجناب المخدومي المجدي، وسيدي أبو الفضل بن أبي الوفاء قدس الله روحه، ولكن ما رأيته، والشيخ شرف الدين عيسى الشهير بعويس، والشيخ شهاب الدين بن العطار، ولكن ما حضرته، والشيج جمال الدين، ولكن ما رأيته، وصاحبنا الشيخ شمس الدين المتنبي المصري، والفرقة التي أطال الله بقاءها وأمست قواعد الأدب بها قائمة، وختمت بهم هذه الطريقة البديعة وأخلصوا في العمل ففازوا في الحالتين بحسن الخاتمة، وهم: القاضي بدر الدين ابن الدماميني المالكي المخزومي، فسح الله في أجله، والشيخ الإمام الحافظ العلامة شهاب الدين بن حجر العسقلاني الشافعي -رحمه الله تعالى- والشيخ بدر الدين البشتكي، رحمه الله تعالى.

ونبدأ بمن تقدم ذكره أولًا فأولًا. فمن محاسن الشيخ صلاح الدين الصفدي في باب التورية -رحمه الله- قوله:

أفديه ساجي العيون حين رنا ... أصاب مني الحشا بسهمين1

أعدمني الرشد في هواه ولا ... أفلح شيء يصاب بالعين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015