ومنه قوله فيه:

آهًا لشمل قد وهى سلكه ... وكان ذا در بعبد الرحيم

فليتني لاقيت عنه الردى ... وعاش ذاك الدردرا يتيم

وقال يرثي جارية له:

يقولون قد أخلقت جفنك بالبكى ... نعم إن جفني بالبكاء حقيق1

دعوا الدمع للجفن القريح مؤاخيًا ... فإني عدمت الدمع وهو شقيق

وقال يهنئ بالعشر بعد تعزية بميت:

أتيتك يا أزكى البرية جامعًا ... لأمرين في يوم من الدهر وافد

هنا وعزا لا عيب فيه لأنني ... أهني بعشر إذا أعزي بواحد

وقال يرثي الملك الأفضل صاحب حماة:

مضى الأفضل المرجو للباس والندى ... وصحت على رغم العداة وفاته

وما مات إذا ماتت بحزن نساؤه ... وماتت بأحزان البلاد حماته

وقال في رثاء طفل:

بدا وفي حاله توارى ... فيا لها طلعة شريقه

جوهرة ما عملك إلا ... دموع عيني لها عقيقه2

وقال في رثاء ولده أيضًا:

قالوا فلان قد جفت أفكاره ... نظم القريض فلا يكاد يجيبه

هيهات نظم الشعر منه بعدما ... سكن التراب وليده وحبيبه

انتهى ما وقع عليه الاختيار ووعدت بإيراده من غرائب الشيخ جمال الدين بن نباتة، وبدائعه في باب التورية على اختلاف أنواعها، وقد تقدم قولي إن الراية الفاضلية هو عرابة مجدها، وواسطة عقدها، وقائد زمامها، ومسكة ختامها. وقدمت أيضًا من مشى تحت الراية الفاضلية، من ابن سنا الملك إلى الوداعي، ولما رفع العلم النباتي كانت هذه الفرقة التي مشت تحت هذا العلم أكثر عددًا وأشهر ذكرًا، وأعلى رتبة نظمًا ونثرًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015