أخذه الشيخ جمال الدين بالقافية وقال:

وأغيد كل شيء فيه يعجبني ... كأنما هو مخلوق على شرطي1

أجفانه الود ما تخطي إذا رشقت ... سهامها وسهام الليل لا تخطي

ويعجبني من نكته الغريبة قوله من قصيدة:

أهل نجد هل تنجدون محبًا ... صاده بالغوير ظبي ملول2

كم دماء مطلولة في هواه ... وبها روض خده مطلول3

وحديث عن السقام صحيح ... قد رواه عن طرفه مكحول4

وقال وقد عينه الوزير، لرحبة مالك بن طوق:

حاشاك أن تختار لي رحبة ... لست إليها الدهر بالسالك

لأنها نار تلظّى أما ... ترونها تعزى إلى مالك

ومن نكته التي ما حام فكر غيره عليها قوله:

وفي أسانيد الأراك حافظ ... للعهد يروي صبره عن علقمة

وكلما ناحت به حمامة ... روى حديث دمعه عن عكرمة

التورية في علقمة وفي عكرمة أيضًا فإنه اسم للحمامة.

ومثله في الغرابة أيضًا قوله وقد توجه من دمشق إلى البلقاء، لزيارة صاحب له يلقب بالشمس، فلما وصل إلى البلقاء وجده قد توجه إلى حسبان، فكتب إليه.

أتيت إلى البلقاء أبغي لقاءكم ... فلم أركم فازداد شوقي وأشجاني

فقالت لي الأقوام من أنت قاصد ... لرؤياه قلت الشمس قالوا بحسبان5

انتهى ما أوردته من ترجمة الشيخ علاء الدين الوداعي. ومن غرائب نكته البديعة في باب التورية، وأبدت سموّ رتبته بتطفل مثل الشيخ جمال الدين بن نباتة على موائد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015