ذكر شرف نسبها فإنه علويّها، وانتقل من حلب إلى دمشق المحروسة، وعاصر الجماعة المذكورين، ومولده سنة أربعين وستمائة، ووفاته سنة ست عشرة وسبعمائة، فكانت مدة حياته ستًا وسبعين سنة. ومولد السراج الوراق سنة خمس عشرة وستمائة، ووفاته سنة خمس وتسعين وستمائة، فكانت مدة حياته ثمانين سنة. ومولد أبي الحسين الجزار سنة إحدى وستمائة ووفاته سنة اثنتين وسبعين وستمائة، فمدة حياته إحدى وسبعون سنة. ووفاة نصير الدين الحمامي لسنة اثنتي عشرة وسبعمائة. ووفاة ناصر الدين بن النقيب سنة سبع وثمانين وستمائة. ووفاة الحكيم بن دانيال سنة عشر وسبعمائة. ومولد محيي الدين بن عبد الظاهر سنة عشرين وستمائة، ووفاته سنة اثنتين وتسعين وستمائة، فمدة حياته اثنتان وسبعون سنة. ومولد شيخ الشيوخ الأنصاري سنة ست وثمانين وخمسمائة، ووفاته سنة إحدى وستين وستمائة، فمدة حياته خمس وسبعون سنة. ووفاة مجير الدين بن تميم سنة إحدى وثمانين وستمائة. ووفاة بدر الدين يوسف الذهبي سنة ثمانين وستمائة. ومولد شمس الدين بن العفيف سنة اثنتين وستين وستمائة، ووفاته سنة سبع وثمانين وستمائة، فمدة حياته خمس وعشرون سنة. ومولد سيف الدين بن المشد سنة اثنين وستمائة ووفاته سنة خمس وخمسين وستمائة. فمدة حياته ثلاث وخمسون سنة. وجل القصد من ذلك، تحقيق الواقف على هذا الشرح، إن علاء الدين الوداعي عاصر الجماعة أو غالبهم، وقد تقدم قولي في باب التوجيه، إن الشيخ علاء الدين الوداعي سبك التورية في قوالب لم يسبقه أحد من هذه الجماعة إليها، ولا سقط فكره عليها.
ومع علو قدر الشيخ جمال الدين بن نباتة، وهو الذي مشت ملوك الأدب قاطبة، بعد الفاضل، تحت أعلامه، تطفل على موائد نكت الوداعي ومعانيه، وعلى الأنواع الغريبة من تواريه. وأوردت هناك من هذا القدر نبذة، ولكن تعين إيرادها هنا كاملة لأنها حق من حقوق التورية، وصل في تقدمه إلى غير مستحقه بحيث إن الطالب إذا أراد أن يفرد هذا النوع، أعني التورية، كان بإفراده فريدًا، وعقدًا نضيدًا. وكلما أوردته من أنواع التورية في غير بابه، عزمت على نظم شمله هنا ليجتمع كل غريب بأقاربه وأنسابه، وقد عنَّ لي أنني إذا فرغت من هذا الشرح أن أفراد بابًا للتورية والاستخدام، أجعلهما مصنفًا مفردًا، وأسميه: كشف اللثام عن وجه التورية والاستخدام، فإن الشيخ صلاح الدين الصفدي، في كتابه، لم يشف القلوب بترتيبه، ولا تفقه في بديعه وغريبه.
فمن موائد الوداعي التي تطفل الشيخ جمال الدين بن نباتة عليها قوله من قصيدة:
أثخنت عينها الجراح ولا إثـ ... ـم عليها لأنها نعساء
زاد في عشقها جنوني فقالوا ... ما بهذا فقلت بي سوداء