ومن لطائفه قوله:
لئن صرفت وحاشا ... ك فالدنانير تصرف
وما اعتقلت كريمًا ... إلا وأنت مثقف
ومن لطائفه قوله:
الحمد لله في حلي ومرتحلي ... على الذي نلت من علمي ومن عملي
بالأمس كنت إلى الديوان منتسبًا ... واليوم أصبحت والديوان ينسب لي
ومن لطائفه قوله:
لعبت بالشطرنج مع شادن ... رشاقة الأغصان من قدّه1
أحل عقد البند من خصره ... وألثم الشامات من خدّه
تورية الشامات رخصها المتأخرون بعد سيف الدين بن المشد. وممن أخذها الشيخ جمال الدين بن نباتة فقال:
أفديه لاعب شطرنج قد اجتمعت ... في شكله من معاني الحسن أشتات2
عيناه منصوبة للقلب غالبة ... والخد فيه لقتل النفس شامات
انتهى ما تخيرته ووعدت بإيراده في باب التورية. من كلام هذه العصابة، التي مشت تحت العصائب الفاضلية، وصار لها من بعده في نظم التورية أعظم روية، وقدمت إمامهم الذي صلت الجماعة خلفه، وهو القاضي الفاضل وبعده القاضي السعيد ابن سنا الملك، والشيخ سراج الدين الوراق، وأبو الحسين الجزار، ونصير الدين الحمامي، وناصر الدين حسن بن النقيب، والحكيم شمس الدين بن دانيال، والقاضي محيي الدين بن عبد الظاهر، وهذه "هي" الفرقة التي تقدمت بعد الفاضل بالديار المصرية. وأما الفرقة الشامية فإمام جماعتها الشيخ شرف الدين عبد العزيز الأنصاري، شيخ شيوخ حماة، وبعده مجير الدين بن تميم، وبدر الدين يوسف بن لؤلؤ الذهبي، ومحيي الدين بن قرناص الحموي، وشمس الدين بن العفيف، وسيف الدين بن المشد.
ولكن عجبت من الشيخ صلاح الدين الصفدي كيف أخل في كتابه المسمى: "بفض الختام عن التورية والاستخدام" بذكر الشيخ علاء الدين على بن المظفر الكندي الشهير بالوداعي، وهو اشهر من قفا نبك، في نظم التورية، بل هو امرؤ قيسها وكنديها، وإذا