ومثله قول الشيخ شمس الدين المزين في غلام مليح وله لألاء مليح:

ومليح لالاه يحكيه حسنًا ... فهو كالبدر في الدجا يتلالا

قلت قصدي من الأنام مليح ... هكذا هكذا وإلا فلا لا

ومن نظمي الغريب في هذا النوع:

تصديتم لقتل ضعيف جسم ... لغير الوجد فيكم ما تصدى

وعد ضلوعه بالسقم لما ... تعديتم عليه وما تعدى

وقلت فيه:

بعد عند وبعد سلمى تعط ... ـشت إلى رشف كل العس المى1

وفؤادي يقول لا تطلب الري ... من الريق بعد هند وسلمى

وقلت من قصيدة مطولة:

حين قابلت خده بدموعي ... أثرت خلت ثوب خز منمم2

وانظر اليوم خده من دموعي ... واحك ما شئت عن عقيق وعن دم3

والبيت الأول من المعاني المخترعة التي لم يسبق إليها.

انتهى ما أوردته من الكلام على الجناس المركب، واستجلاء عرائس التورية، وأما الجناس المطلق فإن للناس، في الفرق بينه وبين المشتق معارك، وسماه السكاكي وغيره المتشابه والمتقارب، لشدة مشابهته وقربه من المشتق، وكل منهما يختلف في الحروف والحركات ولكن الفرق بينهما دقيق، قل من أتى بصحته ظاهرًا، فإن المشتق غلط فيه جماعة من المؤلفين وعدوه تجنيسًا، وليس الأمر كذلك، فإن معنى المشتق يرجع إلى أصل واحد. والمراد من الجناس اختلاف المعنى في ركنيه، والمطلق كل ركن منه يباين الآخر في المعنى، وأنا أذكر لكل واحد منهما شاهدًا يزول به الالتباس، فالمشتق كقوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ، وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ، وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ} 14 وقيل: إن ما مصدرية أي: لا أعبد عبادتكم ولا تعبدون عبادتي، فعلى كل تقدير، الجميع راجع إلى العبادة، والمعنى في الاشتقاق راجع إلى أصل واحد، ومنه قوله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015