وما أحلى ما قال متغزلا:
سألت من لحظه وحاجبه ... كالسهم والقوس موعدا حسنا
ففوق السهم من لواحظه ... وانقوس الحاجبان وقت رنا1
ومن نثر الشيخ بدر الدين المشار إليه في التورية المركبة، يشير إلى تقريظ2 كتبه لبعض أهل الأدب، على مصنف سافل، لم تمكن تسميته، والتزم في التقريظ نوع الإيهام من الأول إلى الآخر، وكتب الشيخ بدر الدين على ذلك المصنف قوله: ولقد كنت أرتجي بابًا أدخل منه إلى التقريظ، ففتحي لي المقر التقوي بابا مرتجًّا، ونهج الطريق إلى المدح، فاقتفيت آثاره واهتديت حين رأيت منهجًا. ومثله قوله في التقريظ الذي كتبه على بديعيتي هذه: كتبت وأسياف الخطوب ليس لها إلا الجوائح أغماد، والزمن قد كادني بسهام أوتاره المصيبة ورماني بعد أن كاد ومثله ما أنشدني من لفظه لنفسه الكريمة أحد أعيان العصر، القاضي مجد الدين بن مكانس، حيث قال:
أقول لحيي قم ومس يا معذبي ... كميسة خود حرك السكر راسها3
ولا تسه عن شيء إذا ما حكيتها ... فقام كغصن البان لينا وما سها4
وأحجية الشيخ شهاب الدين بن حجر، في هذا الباب، من طرف الأدب، فإنها تورية خفية مركبة في الأصل:
يا فاضلات هو في الأحا ... جي ليس يخلو من ولع5
ما مثل قولك للذي ... يشكو الحبيب أسكت رجع
فصه، مرادف أسكت، وباء مرادف رجع، فحصلت التورية في صهباء، وصه باء، ومن النظم في هذا النوع الغريب قول المعمار:
وخادم يعلو على عشاقه ... برتبة من الجمال نالها
واسمه وهو العجيب محسن ... وكم دموع في الهوى أسا لها