ومنه قوله وتلطف ما شاء:

ويوم قد قطعناه بروض ... يضاحك زهره شمس النهار

فكأن نهارنا طلق المحيا ... صبيح الوجه مخضر العذاب

ومنه قوله:

أنعم فإن الدوح يا مالكي ... حمل من أجلك ما لا يطيق

يرقبك الطير على وكره ... وأعين الأزهار نحو الطريق1

وهذا المعنى أخذه الصاحب فخر الدين بن مكانس وزنًا وقافية فقال:

والنرجس الغض غدا شاخصًا ... فلا يخلي عينه للطريق

ومنه قوله، وتلطف ما شاء:

لو كنت إذ نادمت من أحببته ... في روضة أطيارها تترنم

لرأيت نرجسها يغض جفونه ... عنا وثغر أقاحها يتبسم

ومنه قوله في معذر:

ووجنة قد غدت كالورد حمرتها ... وأشبه الآس ذاك العارض النضر

كأن موسى كليم الله أقبسها ... نارًا وجرَّ عليها ذيله الخضر2

وهذا المعنى استعمله بعضهم في شجرة نارنج3

فقال ولكن لم أعلم المخترع من هو:

نارنجة برزت في منظر عجب ... زبرجد ونضار صاغه المطر4

كأن موسى كليم الله أقبسها ... نارًا وجرَّ عليها ذيلة الخضر

ومنه قوله:

وروض قد أتت فيه معان ... يطيب به الندامى والمدام

يسامره النسيم إذا تغنت ... حمائمه ويسقيه الغمام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015