ومنه قوله وأجاد:

ورياض وقفت أشجارها ... وتمشت نسمة الصبح إليها

طالعت أوراقها شمس الضحى ... بعد أن وقعت الورق عليها1

قال الشيخ صلاح الدين الصفدي، في كتابه المسمّى: "بفض الختام عن التورية والاستخدام"1، لما وقف على هذين البيتين نكتة التوقيع، هنا، أليق بابن عبد الظاهر، لكن طلع واطلع عليه البدر، وحفظ سره لما أضاعه ذلك الصدر، ومنه قوله:

وحديقة مطلولة باكرتها ... والشمس ترشف ريق أزهار الربا2

يتكسر الماء الزلال على الحصى ... فإذا جرى بين الرياض تشعبا

ومن هنا أخذ الشيخ برهان الدين القيراطي فقال من قصيدة:

وكأن ذاك النهر فيه معصم ... بيد النسيم منقش ومكتب3

فإذا تكسر ماؤه أبصرته ... في الحال بين رياضه يتشعب

ويعجبني قوله من قصيدة كلها غرر، ولولا خشية الإطالة لأوردتها بكمالها:

وتنبهت ذات الجناح بسحرة ... بالواديين فنبهت أشواقي

ورقاء قد أخذت فنون الحزن عن ... يعقوب والألحان عن إسحاق

قامت تطارحني الغرام جهالة ... من دون صحبي بالحمى ورفاقي

أني تباريني جوى وصبابة ... وكآبة وأسى وفيض مآقي4

وأنا الذي أملى الجوى من خاطري ... وهي التي تملي من الأوراق

ومنه قوله:

هلم يا صاح إلى روضة ... يجلو بها العاني صدا همه

نسيمها يعثر في ذيله ... وزهرها يضحك في كمه

ومنه قوله:

أدر كئوس الراح في روضة ... قد نمقت أزهارها السحب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015