فيها عبارات البديعيين، ولكن نأتي بحد كل واحد من الأنواع في موضعه ونذكر ما وقع الاتفاق عليه.

وقد صدرت بديعيتي هذه بالجناس المركب والمطلق، حسب ما رتبه الشيخ صفي الدين الحلي في بديعيته، ولكن فاته شنب التسمية وإبرازها في شعار التورية، من جنس التغزل، فحد المركب أن يكون أحد الركنين كلمة مفردة، والأخرى مركبة من كلمتين، وهو ضربين: فالأول ما تشابه لفظًا وخطًّا، كقول الشاعر:

عضنا الدهر بنابه ... ليت ما حل بنا به

ومثله قول القائل:

ناظراه فيما جنى ناظراه ... أو دعاني أمت بما أودعاني1

وحفظت من شيخي العلامة الشيخ شمس الدين الهيتي الحسني النحوي، وأنا في مبادي العمر والاشتغال من الجناس المركب المتشابه قول القائل من دوبيت2:

في مصر من القضاة قاض وله ... في أكل مواريث اليتامى وله3

إن رمت عدالة فقل مجتهدًا ... من عد له دراهمًا عدله

وكان يقول لا أعرف لهما ناظمًا، وما ألطف قول القائل:

يا سيدا حاز رقى ... بما حباني وأولى

أحسنت برًّا فقل لي ... أحسنت في الشكر أولا

وقال العلامة شهاب الدين محمود: أنشدني الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الوهاب لنفسه، من المتشابه لفظًا وخطًّا:

حار في سقمي من بعدهم ... كل من في الحي داوى أورقا4

بعدهم لا طل وادي المنحنى ... وكذا بأن الحمى لا أورقا5

طور بواسطة نورين ميديا © 2015