ومنه قوله:
صفاتك في كل الوجوه صحيحة ... فلحظك نصبي وهو إن صحفوا يصبي1
حرست الحشا من ناظريك بصارم ... فكسرة ذاك الجفن من ذلك الضرب
ومما سبق إليه الناس، في هذا الباب، قوله:
وفي القلب تصديع وفي الوصل جبره، وفي الخد دينار وفي الجفن كسره
وأخذه الشيخ جمال الدين بن نباتة فقال:
في خده وجفونه ... للحسن دينار وكسر
وتلاعب الناس، بعد ابن سنا الملك، بهذا المعنى كثيرًا حتى وصل إلى المعمار فقال:
كم حوى جفني معنى ... قلت ألفًا وكسورا
ولم يزل ابن سنا الملك يتلاعب في التورية باختراعاته، ويسكنها في عامر أبياته، إلى أن ظهر بعده السراج فجلا غياهبها بنور مشكاته، وتعاصر هو وأبو الحسين الجزار والنصير الحمامي، وتطارحوا كثيرًا وساعدتهم صنائعهم وألقابهم في نظم التورية، حتى إنه قيل للسراج الوراق لولا لقبك وصناعتك لذهب نصف شعرك، فمن ذلك قوله:
شعريتي مذ رمدت قد حبست ... طرفي عنكم فصرت محبوسًا2
الحمد لله زادني شرفًا ... كنت سراجًا فصرت فانوسًا
وقال من أبيات، فيمن تلقب بالضياء، وأجاد:
أمولانا ضياء الدين دم لي ... وعش فبقاء مولانا بقائي
فلولا أنت ما أغنيت شيئًا ... وما يغني السراج بلا ضياء3
ومثله قوله فيه:
وما أنا سائر في ليل خطب ... تساوى الصبح فيه والمساء4
فلا أنا مثل ما أدعى سراج ... ولا هو مثل ما يدعى ضياء