وبيت العميان في بديعيتهم:
يعم نبيًّا تباري الريح أنمله ... والمزن من كل هامي الودق مرتكم1
المجمع عليه أن المبالغة في الأوصاف المحمدية ممكنة عقلًا وعادة، ولكن الأبلغ في مبالغة العميان أن الريح والمزن كان يحب كل منهما أن يتطفل على أنامل النبي -صلى الله عليه وسلم- في المباراة، لعلو رتبته وعظم مقامه.
وبيت الشيخ عز الدين الموصلي في بديعيته:
امدح وجز كل حد في مبالغة ... حقًّا ولا تطر تقبل غير متهم2
هذا البيت لم ينتظم في سلك ما قبله من أبيات المديح النبوي، ولا بينه وبين المبالغة أدنى وصلة، ولم يظهر لي في بيته، غفر الله له، إلا وصيته للمادح أنه إذا مدح يتجاوزكل حد، وأنه لا يطري فيقبل، وما أحقه هنا بقول القائل:
تمنيتهم بالرقمتين ودارهم ... بوادي الغضى يا بعد ما أتمناه
وبيت بديعيتي أقول فيه عن النبي -صلى الله ليه وسلم:
بالغ وقل كم جلا بالنور ليل وغى ... والشهب قد رمدت من عثير الدهم
فالمبالغة تمت في شطر البيت الأول، بقولي: بالغ وقل كم جلا بالنور ليل وغى. والزيادة بما هو أبلغ منها قولي: والشهب قد رمدت من عثير الدهم. وتسمية النوع هنا هي ديباجة المبالغتين على هذه الصيغة، والله أعلم.