وكتابه مبني على البديع. ولهذا استهليت خطبة شرح بديعيتي بقوله: الحمد لله البديع الرفيع. ولما جمعت ديواني استهليت خطبتي بقولي: الحمد لله الذي لا يحصر مجموع فضله ديوان.

وكان قد رسم لي أن أنشئ صداقا للملك الناصر، وأنا إذ ذاك بدمشق، وقد حل ركابه الشريف بها على بنت المرحوم الشريف السيفي كشبغا الظاهر الحموي، فاستهليت بقولي: الحمد لله الذي أيد السنة الشريفة بقوة ناصر. وتمثلت، بعد هذا التاريخ بالمواقف الشريفة الإمامية الخليفية المستعينية العباسية، زاد الله شرفها تعظيمًا، فبرزت إلى أوامرها المطاعة، أن أنشئ عهدًا بكفالة السلطنة، بالبلاد الهندية للسلطان العادل مظفر شاه شمس الدنيا والدين صاحب دهلي1 والفتوحات الهندية، فاستهليت براعته بقولي: الحمد لله الذي وثق عهد النجاح للمستعين به. وقلت بعد الاستهلال: وثبت أوتاده ليفوز من تمسك، من غير فاصلة، بسببه، وزين السماء الدنيا بمصابيح وحفظًا، فأفرغ على أطراف الأرض حلل الخلافة الشريفة، وعلم أن في خلفها الزاهر زهرة الحياة الدنيا، فقال عز من قائل: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} 2 واختارها من بيت براعة استهلاله من أول بيت وضع للناس، وسبقت إرادته وله الحمد أن تكون هذه النهاية الشريفة، من سقاية بني العباس، وذلك في العشر الأواخر من رمضان، سنة ثلاث عشرة وثمانمائة.

ومما أنشأته في الديار المصرية وقد استقريت منشئ ديوان الإنشاء الشريف بالممالك الإسلامية، تقليد مولانا المقر الأشرف القاضوي الناصري محمد بن البارزي الجهني الشافعي، عظم الله شأنه، بصحابة ديوان الإنشاء الشريف بالممالك الإسلامية، بتاريخ شوال سنة خمس عشرة وثمانمائة، واستهليته بقولي: الحمد الله الذي أودع محمدًا سره. وقلت بعد الاستهلال: وجعله ناصر دينه، فحل به عقد الشرك، وشدّ أزره، وأرسله لينشئ مصالح الأمة، فهذبنا برسالته، والله أعلم حيث يجعل رسالاته، وبين ديوان الإنشاء الشريف، بصاحب من بيت ظهر التمييز بكتابته، وأيد الإسلام والمسلمين بملك مؤيد تمسك بمحمد وصحابته. وأنشأت بعد هذا التاريخ توقيعًا لرئيس الطب بالديار المصرية، فكانت براعته: الحمد لله الحكيم اللطيف.

وبراعة الشيخ صلاح الدين الصفدي، في شرح لامية العجم، في غاية الحسن،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015