واستشهدوا على نوع الطباق بقول الشاعر:

رمى الحدثان نسوة آل حرب ... بمقدار سمدن له سمودا1

فرد شعورهن السود بيضًا ... ورد وجوههن البيض سودا

والعكس هنا أحق من المطابقة وأولى، فما فيه من عكس مطابقة عجزه لصدره، وتبديل الطباق في العجز والصدر، ومن الذي يستظرف هنا إلى الغاية قول الشيخ شرف الدين عبد العزيز الأنصاري، شيخ شيوخ حماة:

أفنيت عمري في دهر مكاسبه ... نطيع أهواءنا فيها وتعصينا

تسعًا وعشرين مدّ الهم شقتها ... حتى توهمتها عشرًا وتسعينا2

ونلطف الشيخ جمال الدين بن نباتة بقوله هنا:

مسألة الدور غدت ... بيني وبين ما أحب

لولا مشيبي ما جفت ... لولا جفاها لم أشب

انظر ما أليق ما حصر الشيخ جمال الدين مسألة الدور في هذا النوع، مع قصر البحر.

ويعجبني أيضًا قول الشيخ علاء الدين، علي بن مقاتل الحموي، في مطلع من مطالع أزجاله وهو:

حبي عودني الوصال ... وعوايد وقطع

وامتنع لما حلي ... ولاح لما امتنع

وأنشدني، من لفظه لنفس الكريمة، قاضي القضاة عماد الدين أخو شيخي، قاضي القضاة علاء الدين بن القضامي، تغمدهما الله برحمته ورضوانه، مطلعًا يناظر مطلع ابن مقاتل بحسنه في هذا الباب، وهو:

قلت يومًا لمن هويت ... فيه اعدل عملك

قال بجوري ترتضي ... وإلا اعمل عدلك3

طور بواسطة نورين ميديا © 2015