الممدوح في هذه القصيدة بكمالها، وليس له ذكر في هذا البيت، فعلى هذا التقدير هو غير صالح للتجريد مع ما فيه من العقادة.
وبيت الشيخ عز الدين في بديعيته:
محمد بن عبد الله شيبة جده ... ابن عمرو كرام في اطرادهم
أقول: إن بيت العميان، في غاية السهولة عند هذا البيت، وهذا القدر أليق من إطلاق لسان القلم في الكلام عليه.
وبيت بديعيتي:
محمد بن الذبيحين الأمين أبو البـ ... تول خير نبي في اطرادهم
هذا البيت أيضًا فيه اسم الممدوح -صلى الله عليه وسلم-، وذكر أبيه، وهو أحد الذبيحين، لأن أباه عبد المطلب كان قد نذر ذبح أحد أولاده إذا صاروا عشرة، فلما كملت له العشرة أقرع2 بينهم فوقعت على عبد الله، فوداه1 بمائة من الإبل، وهو أول من ودي بذلك. وكانت الدية قبل ذلك عشرًا، وفي البيت إشارة إلى جده إسماعيل عليه السلام، وتفسير هذا الاسم مطيع الله الذبيح، وقال -صلى الله عليه وسلم: "أنا ابن الذبيحين"، وفيه الصفة المعدودة من أسمائه الشريفة، والصفة اللائقة بمقامه العالي واسم النوع البديعي في القافية مورى به من جنس المديح. والذي يظهر لي أنه أرق من بيت العميان وبيت الشيخ عز الدين، وأكثر معاني من بيت الشيخ صفي الدين، والله أعلم.