وبيت الشيخ صفي الدين غاية في هذا الباب

يا ليت شعري أسحرًا كان حبكم ... أزال عقلي أم ضرب من اللمم1

وبيت العميان في بديعيتهم:

إذا بدا البدر تحت الليل قلت له ... أأنت يا بدر أم مرأى وجوههم

هذا البيت لم يعمر بشيء من محاسن الأدب، لما فيه من الركة.

وبيت الشيخ عز الدين الموصلي

وعارف مذ بدا بدري تجاهل لي ... وقال حبك أم ذا البدر في الظلم

الشيخ عز الدين مع التزامه بالتورية في تسمية النوع الذي استوعب كلمتين من البيت بيته أرق من بيت العميان وأعمر بالمحاسن

وبيت بديعيتي

وافتر عجبا تجاهلنا بمعرفة ... قلنا أبرق بدا أم ثغر مبتسم

هذا البيت شاهد في تجاهل العارف على المبالغة في التشبيه وهو القسم الذي تقرر في أول الكلام على النوع وقلنا إنه المقدم على بقية الأقسام من تجاهل العارف فإن فيه سوق المعلوم في مقام غيره لنكتة المبالغة في التشبيه، كما قرره السكاكي.

وقولي: تجاهلنا بمعرفة لا يخفى ما فيه من الحسن على أهل الذوق السليم، والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015