ذكر التتميم:

بكل بدر بليل الشعر يحسده ... بدر السماء على التتميم في الظلم1

التتميم، كان اسمه التمام، وإنما سماه الحاتمي التتميم، وسماه ابن المعتز: اعتراض كلام في كلام لم يتم معناه.

والتتميم عبارة عن الإتيان في النظم والنثر، بكلمة إذا طرحت من الكلام نقص حسنه ومعناه، وهو على ضربين: ضرب في المعاني، وضرب في الألفاظ، فالذي في المعاني، هو تتميمي المعنى، والذي في الألفاظ هو تتميمي الوزن، والمراد هنا تتميمي المعنى ويجيء للمبالغة والاحتياط كقول طرفة:

فسقى ديارك غير مفسدها ... صوب الغمام وديمة تهمي2

فقوله: غير مفسدها احتراس واحتياط، ويجيء في المقاطع والحشو، وأكثر مجيئه في الحشو، ومثاله قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} 3 فقوله: {مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى} ، تتميم، وقوله: {وَهُوَ مُؤْمِنٌ} ، تتميم ثان في غاية البلاغة التي بذكرها تم معنى الكلام، وجرى على الصحة، ولو حذفت الجملتان نقص معناه واختل حسن البناء. ومن هذا القسم قول النبي -صلى الله عليه وسلم، مما انفرد به مسلم: "ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتي عشرة ركعة، من غير الفرائض، إلا بنى الله له بيتًا في الجنة".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015