وهذا مع ركته وثقالة نظمه، غير المشهور من البسيط، فإنه لم يشتهر منه سوى العروض الأولى المخبونة، ووزنها فعلن ولها ضربان، المشهور منها الأول وهو مخبون مثلها.
وبيت الشيخ عز الدين:
وفي الهوى ضل تشريع العذول لنا ... وكم هوى في مقال ذل من حكم
أخبر أن تشريع العذول في حكم الهوى ضلال، حتى يرشح بتورية التشريع في تسمية النوع، ويخرج من بيت الشيخ عز الدين بيت من قافية أخرى، من منهوك الرجز، فنصفه في الشطر الأول، وفي الهوى، وفي الشطر الثاني: وكم هوى، وهذه عبارته في شرحه بنصفها، فصار باقي البيت بدون الجزأين الأولين:
ضل تشريع العذول لنا ... في مقال ذل من حكم
وهذا البيت من العروض الثالثة المحذوفة من المديد، ووزنها فعلن، وشاهدها:
للفتى عقل يعيش به ... حيث تهدي ساقه قدمه
ولقد برز الشيخ عز الدين في ذلك على متقدميه، فإن الشيخ صفي الدين لم يتحصل له بيتان من بيت، ولا للشيخ أبي عبد الله الضرير، ولكن قال الشيخ عز الدين في شرحه: إن هذا النمط ما وقع للمتقدمين، وهو معجز ليس لأديب عليه قدرة، وبسط العبارة في الدعوى بسببه، فأردت أن لا أنسج في الشرح على غير منواله، فقلت:
طاب اللقا لذ تشريع الشعور لنا ... على النقا فنعمنا في ظلالهم
فيخرج من بيتي: طاب اللقا على النقا
وهو بيت بقافية أخرى من منهوك الرجز، كبيت الشيخ عز الدين، ولكن شتان بين قولي: طاب اللقا على النقا، وبين قوله: وفي الهوى. وكم هوى، فإن بيته لا تتم به فائدة ولا يحسن السكوت عليه، وصار باقي بيتي، بدون الجزأين الأولين:
لذ تشريع الشعور لنا ... فنعمنا في ظلالهم
وهو بيت من العروض الثالثة المحذوفة المخبونة من المديد، وهي التي رتب عز الدين عليها ما بقي من بيته:
ضل تشريع العذول لنا ... في مقال ذل من حكم