طاب اللقا لذ تشريع الشعور لنا ... على النقا فنعمنا في ظلالهم1
هذا النوع، أعني التشريع، سماه ابن أبي الأصبع، التوأم. وأراد بذلك مطابقة التسمية للمسمى، فإن هذا النوع شرطه أن يبني الشاعر بيته على وزنين، من أوزان القريض، وقافيتين، فإذا أسقط، من أجزاء البيت، جزءًا أو جزأين صار ذلك البيت من وزن آخر غير الأول، كقول الحريري:
يا خاطب الدنيا الدنية إنها ... شرك الردى وقرارة الأكدار2
دار متى ما أضحكت في يومها ... أبكت غدًا تبًّا لها من دار3
وهي قصيدة كاملة معروفة في مقاماته، من ثاني الكامل، وتنتقل بالإسقاط إلى ثامنه، فتصير:
يا خاطب الدنيا الدنيـ ... ـة إنها شَرَكُ الردى4
دار متى مى أضحكت ... في يومها أبكت غدا
وزيادة القافيتين ظاهرة ووقع، قبل كلام الحريري، من كلام العرب في هذا الباب: