وبالجملة المتوسطة قول أبي الوليد بن زيدون:

تِهْ احتملْ واحتكِم اصبر وعِز أهن ... وذُلَ أخضعْ وقُل أَسمع ومُر أَطِع1

ومثال ما جاء بالجملة القصيرة، قول أبي الطيب المتنبي:

أَقِل أنِل أقطِع إحمِل علِّ أسل أعِد ... زد هش بش تفضل ادن سَرِّ صِل

أقل من الإقالة في العثرة، أنل من الإنالة والإعطاء، أقطع من الإقطاع، احمل من قولهم حملة على فرسه، عل من الاستعلاء والعلو، أسل من السلو أعد أي أعدني إلى موضعي من الجوائز، زد أي زدني مما كنت أعهده منك، هش من الهشاشة وهي التهلل، والبشر من بش البشاشة وهي الشر وطلاقة الوجه، تفضل من الأفضال، ادن أي قربني إليك، وقوله: سر من التسري وهو أن يعطيه جارية يتسراها، صل من الصلة، ولم أقصد بحل هذه الألفاظ إلا إيناسًا تزول به وحشة العقادة عن المتأمل، فإن هذه الجملة ما استولت عليها عقادة التركيب إلا لكون كل كلمة منها فعل أمر، ولم يأت في الجملة القصيرة على هذه الصفة شيء من فصيح الكلام، وعلى هذا المنوال نسج أصحاب البديعيات وبالله المستعان.

وبيت الشيخ صفي الدين رحمه الله:

أقصر أطل اعذل اعذر سل خل أعن ... خن هن عن ترفق كف لجّ لم2

وهذا النوع ما نظمه العميان، وبيت الشيخ عز الدين:

فوف أزف انظم انثر خص عم أفد ... اعتب أدر أبرق ارعد اضحك ابك لم3

هذا البيت ما نحت من الجبال، ولكن الجبال نحتت منه، وبيت بديعيتي:

خشن ألن احزن افرح امنع أعط أنل ... فوف اجد وش رقق شد حل لم

قد تقدم4 قولي للعاذل:

والله ما طال تذييل اللقاء بهم ... يا عاذلي وكفى بالله في القسم

ولما قررت له ذلك، قلت له في بيت التفويف: إن شئت تخشن في عذلك، وإن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015