خشّن ألن أحزن افرح امنع أعط أنل ... فوف أجد وشِّ رقِّق شد حب لم1
التفويف، تأملته فوجدته نوعًا لم يفد غير إرشاد ناظمه إلى طرق العقادة. والشاعر، إذا كان معنويًّا وتجشم مشاقه، تقصر يده عن التطاول إلى اختراع معنى من المعاني الغريبة، وتجفوه حسان الألفاظ، ولم يعطف عليه برقة وتأنف2 كل قرينة صالحة أن تسكن له بيتًا، ولكن شروع المعارضة ملزم به، ولم يسعني غير تشريع الطباق في بيته.
وهو في اللغة مشتق من الثوب المفوف الذي فيه خطوط بيض والمراد تلوينه ونقشه، ومن ظريف قول ابن قاضي ميلة:
بعيشي ألم أخبركما أنه فتى ... على لفظه برد الكلام المفوّف3
والتفويف في الصناعة، عبارة عن إتيان المتكلم بمعان شتى، من المدح والغزل وغير ذلك من الفنون والأغراض، كل فن في جملة من الكلام منفصلة عن أختها، مع تساوي الجملة في الوزنية. ويكون بالجملة الطويلة أو المتوسطة أو القصيرة، وأحسنها وأبلغها وأصعبها مسلكًا القصار، مثال ما جاء منه بالجملة الطويلة قول النابغة:
وأعظم أحلامًا وأكبر سيدًا ... وأفضل مشفوعًا وأكرم شافع