وعلماء البديع أجمعوا على استحسان قول وضاح اليمن، من أبيات:
قالت ألا لا تلحن دارنا ... إن أبانا رجل غائر1
قلت فإني طالب غرة ... منه وسيفي صارم باتر
قلت فإن البحر ما بيننا ... قلت فإني سابح ماهر
قالت فإن القصر عالي البنا ... قلت فإني فوقه طائر
قالت أليس الله من فوقنا ... قلت بلى وهو لنا غافر
قالت فقد أعييتنا حيلة ... فأت إذا ما هجع السامر2
واسقط علينا كسقوط الندى ... ليلة لا ناه ولا آمر
وظريف هنا قول بعضهم:
قلت لقدأشمت بي حُسّدي ... مذ بحت بالسر لهم معلنا
قلت أنا قالت وإلا فمن ... قلت أنا قالت وإلا أنا
وهي أبيات طويلة جميعها على هذا المنوال منسوج، ولكن اكتفيت بالتمثيل منها على هذا القدر.
وبيت الشيخ صفي الدين الحلي:
قالوا اصطبر قلت صبري غير متبع ... قالوا اسلهم قلت وذي غير منصرم3
ولم ينظم العميان في بديعيتهم هذا النوع، وبيت الشيخ عز الدين الموصلي في بديعيته:
راجعت في القول إذ أطلقت سلوتهم ... قال اسلهم قلت سمعي عنك في صمم
والمراجعة إن لم تتكرر، لم يبق لها في القلوب حلاوة، ولا يطبق اسمها مسماه، وقد تقدم قول الشاعر وتكراره في قوله:
قلت أنا قالت وإلا فمن ... قلت أنا قالت وإلا أنا
وعز الدين لم يكرر مراجعته، ولم يأت بها إلا في مكان واحد، والذي أقوله إنه ما