ومن التهكم في السنة الشريفة، قوله -صلى الله عليه وسلم: "بشر مال البخير بحادث أو وارث".
وشاهد المدح في موضع الاستهزاء، من النظم، قول ابن الذروي في ابن أبي حصينة من أبيات:
لا تظنن حدبة الظهر عيبًا ... فهي في الحسن من صفات الهلال
وكذاك القسي محدودبات ... وهي أنكى من الظبا والعوالي1
وإذا ما علا السنام ففيه ... لقروم الجمال أي جمال2
وأرى الانحناء في مخلب البا ... زي ولم يعد مخلب الريبال3
كوّن الله حدبة فيك إن شئت ... من الفضل أو من الأفضال
فأتت ربوة على طود علم ... وأتت موجة ببحر نوال
ما رأتها النساء إلا تمنت ... أن غدت حلية لكل الرجال
وما أحلى ما ضمنها بقوله:
وإذا لم يكن من الهجر بد ... فعسى أن تزوروني في الخيال
وقول ابن الرومي:
فيا له من عمل صالح ... يرفعه الله إلى أسفل
وقيل إن أظرف ما نظم في التهكم قول حماد عجرد:
فيا ابن طرح يا أخا ... الحلس ويا ابن القتب4
ومن نشا والده ... بين الربا والكثب
يا عربي يا عربي ... يا عربي يا عربي
وهذا النوع، أعني التهكم، ذكر ابن أبي الأصبع في كتابه "تحرير التحبير" أنه من مخترعاته، ولم يره في كتب من تقدمه من أئمة البديع، والعميان لم ينظموه في بديعيتهم.