من الحلم أن يستعمل الجهل دونه ... إذا اتسعت في الحلم طرق المظالم1
ومن عرف الأيام معرفتي بها ... وبالناس روى سيفه غير راحم
ولولا احتقاري الأسد شبهتها بهم ... ولكنها معدودة في البهايم2
وكاد سروري لا يفي بندامتي ... على تركه في عمري المتقادم
وقال من قصيدة:
وأحسب أني لو هويت فراقكم ... لفارقكتم والدهر أخبث صاحب
فيا ليت ما بيني وبين أحبتي ... من البعد ما بيني وبين المصائب3
يهون على مثلي إذا رام حاجة ... وقوع العوالي دونها والقواضب4
كثير حياة المرء مثل قليلها ... يزول وباقي عيشه مثل ذاهب
بأي بلاد لم أجر ذوائبي ... وأي مكان لم تطأه ركائبي5
وتخلص إلى مديح طاهر، ولكنه أتى في تخلصه بالعجائب، فقال:
كأن رحيلي كان من كف طاهر ... فأثبت كوري في ظهور المواهب6
ما يقول: أثبت كوري في ظهور المواهب، إلا المتنبي.
ومن أبياته التي سارت أمثالا قوله:
إذا غامرت في شرف مروم ... فلا تقنع بما دون النجوم7
فطعم الموت في أمر حقير ... كطعم الموت في أمر عظيم
وكل شجاعة في المرء تغني ... ولا مثل الشجاعة في الحليم
وكم من عائب قولا صحيحا ... وآفته من الفهم السقيم8
ولكن تأخذ الأسماع منه ... على قدر القرائح والفهوم