ولي قلم في أنملي إن هززته ... فما ضرني أن لا أهز المهندا1
إذا جال فوق الطرس وقع صريره ... فإن صليل المشرفي له صدا
والمخلص من الحماسة والفخر إلى الغزل قوله:
ومن كل شيء قد صحوت سوى هوىً ... أقام عذولي بالملام وأقعدا
إذا وصلُ مَنْ أهواه لم يك مسعدي ... فليت عذولي كان بالصمت مسعدا
بحب حبيب من يكون مفندًا ... فيا ليتني كنت العذول المفندا2
وقال لقد آنست نارًا بخده ... فقلت وإني ما وجدت بها هدى
وكم لي إلى دار الحبيب التفاتة ... تذكرني عهدًا قديمًا ومعهدا
ولم أُدم ذاك الخد باللحظ إنما ... عملت خلوقًا حين أبصرت مسجدا
يراقب طرفي أن يلوح هلالها ... فقد طالما قد قام حين تعبدا
عبرت عليها واعتبرت تجلدي ... فيا حسرتي لما اعتبرت التجلدا
كأن بطرفي ما بقلبي صبابة ... فلم ير تلك الدار إلا تقيدا
وكم لجوادي وقفة في عراصها ... تعوّد منها جيده ما تعوّدا3
تعود ذاك الجيد مني أنني ... أصيره من در عيني ملقدا
ويا رب ليل بت فيه وبيننا ... عناق أعاد العقد عقدًا مبددا
ولم أجعل الكف الشمال وسادة ... فبات على كفي اليمين موسدا
وجردته من ثوبه وأعدته ... بثوب عفافي كاسيًا متجردا
وقربني حتى طربت إلى النوى ... وأوردني حتى صديت إلى الصدا4
شهدت بأن الشهد والمسك ريقه ... وما كنت لو لم أختبره لأشهدا5
وأن السلاف البابلية لحظة ... وإلا سلوا إنسانه كيف عربدا
وممن حذا هذا الحذو، ونسج على هذا المنوال، ومشى فيه على طريق ما سلكها أحد قبله، الصاحب بهاء الدين زهير، فإنه كتب إلى كمال الدين بن العديم أبياتًا معناها،