شكوت وسحر قد أعنت زيارتي ... فجاءت بها النعمى التي سميت بلوى
فيا علتي دومي فأنت حبيبة ... ويا رب سمعاً من ندائي والشكوى
وقال في جارية يحبها وهي بين يديه يوماً تسقيه والكأس في يدها، إذ لمع البرق، فارتاعت، فقال:
روعها البرق وفي كفها ... برق من القهوة لماع
يا ليت شعري وهي شمس الضحى ... كيف من الأنوار ترتاع
وهي من توارد الخواطر، أن ابن عباد أنشد عبد الجليل بن وهبون البيت الأول وطلب منه أن يذيله، فقال:
ولن ترى أعجب من آنس ... من مثل ما يمسك يرتاع
قال أبو الصلت في الحديقة: هذا البيت أجود، لجودة ترتيب اللفظ مع جودة معناه، وللمطابقة بين لفظي الأنس والارتياع، وتشبيه لمعان الخمر بلمعان البرق وإن كان بيت الأمير أيضاً جيداً.
وقال ابن عباد:
تظن بنا أم الربيع سآمة ... ألا غفر الرحمان ذنباً تواقعه
أأهجر ظبياً في ضلوعي كناسه ... وبدر تمام في جفوني مطالعه
إذن هجرت كفي نوالاً تفيضه ... على معتفيها أوعدوا تقارعه
وقال:
دارى ثلاثته بلطف ثلاثة ... فثنى بذاك رقيبه لم يشعر
أسراره بتستر وأواره ... بتصبر وخباله بتوقر