وأورد أبو الصّلت في الحديقة لعبد الجليل بن وهبون من قصيدة يمدح ابن عبّاد، ويذكر ثباته يوم الوقعة بين جيوش المسلمين والروم بالموضع المعروف بالزّلاقة من عمل بطليوس، وقد كان طعن فرسه وكبا به، فقدّم إليه بعض من ثبت معه فرساً فركبه.

من قصيدة:

وقفت بحيث تلحظك العوالي ... وهنّ الى مواردها هيام

ولم يثبت من الأشياع إلا ... شقيقك وهو صارمك الحسام

يمان في يدي ماض يمان ... فلا نابي الغرار ولا كهام

ولم يحملك طرفك بل فؤاد ... تعوّد أن يخاض به الحمام

ثبتّ به ثبات القطب لمّا ... أدار رحاه خطب لا يرام

وعادتك الطعام فإن يخرّوا ... جوادك بالطعان فما يلام

ومنها يذكر أمير المسلمين يوسف بن تاشفين وبعض أصحاب الروم ما تعاقدوا عليه من الثبات:

دعا للحرب كل سليل حرب ... يخلِّفه عن الهيجا نظام

تعرّق لحمه واخضرّ جلداً ... فهبّ مع الحسام به حسام

وجاء بعَظْلمِ الصحراء لوناً ... ولكن ثبْتُ مفرقه ثغام

فلم يثن القنا ما بيّتوه ... وتحت النّوم بأس لا ينام

مضوا في أمرهم سحراً ودارت ... بما عقدوا من الحلف المدام

فردّوها على الشّفرات بيضاً ... وحدّد في تعاطيها النّدام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015