ووصفه مؤلف قلائد العقيان بالاستهتار بالغلمان، والاشتهار بهذا الشان، حتى صار مقوتاً بسبب ذلك مهجوراً عليه محجوراً، وله في غلام كان يشاربه، وقد تكلّل بدرّ العرق شاربه:
وشادن قد كساه الرّوض حلّته ... يستوقف العين بين الغصن والكثب
مموّه الحسن لم يعدم مقبّله ... في خدّه رونقاً من ذلك الشّنب
تدعو الى حبّه لمياء كلّلَها ... زبرجد النّبت يجلو لؤلؤ الحبب
وله في قينة:
إني لأسمع شدواً لا أحقّقه ... وربما كذبت في سمعها الأذن
متى رأى أحد قبلي مطوّقة ... إذا تغنّتْ بلحن جاوب الفنن
وله في حبيب ودّعه، وسار عنه، وخلّف قلبه معه:
إن سرت عنك ففي يديك قيادي ... أو بنتُ منك فما يبين فؤادي
صيّرت فكري في بعادك مؤنسي ... وجعلت لحظي من وداعك زادي
وعليّ أن أذري دموعي إن أنا ... أبصرت شبهك في سبيل بعادي
كم في طريقي من قضيب يانع ... أبكي عليه ومن صباح باد
تلقاك في طي النّسيم تحيّتي ... ويصوب في ديم الغمام ودادي
وله، وقد اجتاز، على فُرن، ومعه رجل من إشبيلية يسمّى ربيعا، فقال له: صف هذا الفرن. فقال:
رُبّ فرْن رأيته يتلظّى ... وربيعٌ مخالطي وعقيدي
قال شبِّهْه قلت صدر حسود ... خالطته مكارم المحسود