ومنها:
لقد سلكت نهج السبيل الى الردى ... ظباء دنت من غابة الأسد الورد
وأكثر ما يلهيك عن كأسك الوغى ... وعن نغمات العود نغمة مستجد
وما الملك إلا حلية بك حسنها ... وإلا فما فضل السوار بلا زند
ما ألهب استهار استعاراته، وأثبت داري عباراته، وأحسن شعار شعره، وأقوم نظام نظمه، وما أروى رويه، وما أعطر ند نديه، وما أقوى مباني قوافيه، وما أحكم حكم معانيه، هذا هو السحر الحلال والنحو الحالي وأين من هذه الفوائد فرائد اللئالي، لقد أبدع صنيعاً، وصنع بديعاً، واخترع غراً واقترع عذراً، بل فرع سما، وهذا المعنى هو الكبريت الأحمر والأكسير المتخير، والإبريز العزيز، ودقة ذوق لا يعبر عنه البيان، ولا تعرفه إلا العيان، وحلاوة المذاق فوق طلاوة العيان.
وقال أيضاً في عباد من قصيدة:
إنا عبيدك أو يقول مصدق ... الحق مذموم وأنت بخيل
أترى القبول سرت إليك بنفحة ... مما ادعته فكان منك قبول
وهل استمالك من ثنائي عاطف ... إن الكريم الى الثناء يميل
وكتب إليه وقد أبلّ من علة:
الكأس ظامئة الى يمناكا ... والروض مرتاح الى لقياكا