وإن يأب إلا قبض مبسوط فضله ... ففي يد مولى فوقه القبض والبسط

قال يكلف بولادة ويهيم، ويستضيء بنور تجليها في الليل البهيم، وكانت من الأدب والظرف بحيث تختلس القلوب والألباب، وتعيد الشيب الى أخلاق الشباب، فلما يئس من لقياها وحجب عنه محياها، كتب إليها:

بنتم وبنّا فما ابتلّت جوانحنا ... شوقاً إليكم ولا جفّت مآقينا

نكاد حين تناجيكم ضمائرنا ... يقضي علينا الأسى لولا تأسينا

حالت لفقدكم أيامنا فغدت ... سوداً وكانت بكم بيضاً ليالينا

إذ جانب العيش طلق من تألفنا ... ومورد اللهو صاف من تصافينا

وإذ هصرنا غصون الأنس دانية ... قطوفها فجنينا منه ما شينا

ليسق عهدكم عهد السرور فما ... كنتم لأرواحنا إلا رياحينا

من مبلغ الملبسينا بامتزاجهم ... حزناً مع الدهر لا يبلى ويبلينا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015