نعم الأحاديث إن حلوا وإن رحلوا ... كالماء والروض مورود ومودود
أبناء زهرة لم يفهم مواضعها ... إلا العلاء وإلا السرو والجود
كالأنجم الزهر لا مرقاتها لمدى ... ولا تلألؤها في الدهر مفقود
وددتهم للعلى والقوم ودهم ... رغبى ورهبى ومأمول ومقصود
لولا القضاء وإن المرء تغلبه ... أحكامه الغر أو أحكامه السود
لقد رجعت على نفسي بلائمة ... ولَوْمُها عذَلٌ منى وتفنيد
أشكوك يا دهر قد مل السرى فرسي ... وغال مهري تحديد وتصعيد
عاوِدْني الخفْضَ ليس المرء في خلد ... ولا فؤاد الفتى في الصدر جلمود
أفي ذمام العلى إني لها وبها ... وإنّ حظي مطلوب ومنشود
لا بأس جد الفتى من جد منجده ... إن الذي يعلق المجدود مجدود
توفي بعد سنة خمسمائة رحمه الله ذكره بالعراق الفقيه أبو علي الحسن بن صالح المالقي وقد قدم وأنشدني لابن سارة في الوراقة:
أما الوراقة فهي أنكد حرفة ... أغصانها وثمارها الحرمان
شبهت صاحبها بإبرة خائط ... تكسو العراة وجسمها عريان
ثم طالعت بالشام حديقة أبي الصلت فوجدته قد أورد من شعره البيتين وأورد أيضاً قوله: