لهم في أقبح صورها الحتوف، وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة، فالحمد لله معطي الحق أهله، ومؤتي كل ذي فضل فضله، الذي ينصر من اتقاه، ويخذل من عصاه، ولا أعدم الله مولاي برهاناً يبهر وسلطاناً يقهر، وحقاً يظهر، وذكراً يخلد، وفتحاً يغور وينجد.
ذكر أنّه كان من الأيمة الفقهاء، والكتاب البلغاء، وله التصانيف الحسنة الشرعية، والمؤلفات المرضية المرعية، وأورد له من رسالة عن المقتدر، الى الوزير أبي الفتح في قبول العذر: ورد كتابك الأثيل، واجتليت ما حواه من القول الجميل، المشتمل على العذر المقبول، وتأملت جميعه تأمل العارف بقدرك، الحامل لبرك، المطيب لذكرك، ومثلك يقرب إذا تعرب؛ ويعتب إذا استعتب، ويمنح صدق المودة إذا تودد وتحبب، وما سلف محمول على ما أوضحته، موضوع حيث وضعته، منسيٌ لا يذكر، مدفون لا ينشر، منسوخ العين والأثر بالميل إليك، والحرص عليك، والظن بك، والإيثار لك، والرغبة فيك، والاستكثار منك، وبحسن هذا ينبغي أن يستحكم بجانبي ثقتك، وتصح إليه استنامتك.
وصفه بصفاء جوهر الكلام، وطيب عنصر القول، وتفرده بالاستعارة الرقيقة، والإشارة الدقيقة، والعبارة اللطيفة الرشيقة، وأورد من شعره قوله: