وكأنّما بيض الصفاح جداول ... وكأنّما سمرالرماح غصون
ذرني أسر بين الأسنة والظبا ... والقلب في تلك القباب رهين
فلعله يروي صداي بلمحه ... وجهاً به ماء الجمال معين
ولعي بذات القلب أفقد أضلعي ... قلباً عليه ما يريم يرين
تلهو وأحزن مثل ما حكم الهوى ... لا يستوي المسرور والمحزون
وتذللي لم يجد غير تدَلُّلٍ ... والحسن عز للحسان مكين
لا غرو أن أصل الغرام بمعرض ... غير المحب بما يدان يدين
يا ربّة القرط المعير خفوقه ... قلبي فما لحراكه تسكين
توريد خدك للصبابة مورد ... وفتور طرفك للنفوس فتون
وإذا رمقت فوجي حبك منزل ... وإذا نطقت فإنّه تلقين
لولاك ما أودى الجوى بتجلدي ... ولقاك أنك لي منى ومنون
ومنها في التخلص الى الممدوح ووصف قصره:
أنت الهوى لكن سلوان الهوى ... قصر ابن معن والحديث شجون
فالحسن أجمع ما يريك عيانه ... لا ما رأته سوالف وعيون
والروض ما اشتملت عليه شموله ... لا ما حوته أباطح وحزون
قد عطل الأزهار زاهر حسنه ... لا الورد ملتفت ولا النّسرين
فأجل جفونك تجل منه فتوره ... نور الخدود له الأكف جفون