وإن خضبت أعلاه مجة حبره ... قضى بالحبور الجم عن ذلك الحبر

إليك أبا بكر بعثت عقيلة ... وما أن لها إلا قبولك من مهر

ولست كمن يبغي نوال ممدح ... ولو نولتني الشِّعْرَيَيْنِ يد الشعر

ودونكها غراء أما نسيمها ... فكالروض يندى أو كعنبرة السحر

بقيت مكين العزّ مقتبل العلا ... فسيح المدى سامي المراتب والذكر

وله:

خليلي من وادي اليمامة خبّرا ... هل البان في أرجائه يتأوّد

وهل سرحة القاع المريع جنابه ... تصيح إذا غنى الحمام المغرّد

وما هي إلا للوداع مواقف ... يراق بها دمع ويفنى تجلّد

فيا راكب الوجناء هل أنت مبلغ ... ديار سليمى ما أقول وأنشد

متى يلتقي جسم برامة متهم ... وجسم بأكناف العقيقين منجد

المخزومي الأعمى الغرناطي

وصفه الحكيم يحيى وقال: رأيته وهو نذل هجاء. وصفه بالإجادة في الهجاء والإغارة على الأعراض، والإصابة فيها الى الأغراض، وكان مهيب الصولة، مرهوب الجولة، مخصوصاً بالتحايا والتحف، والهدايا والطرف، وكانت وفاته في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. وله في ابن أبي الخصال الكاتب:

طويس الشؤم يا ابن أبي الخصال ... لقد نكّبت عن كرم الخصال

ترغّب في النقائص والمخازي ... وتزهد في المكارم والمعالي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015