أوردهم ابن بشرون الصقلي المهدوي ونقلته من خطّه في مصنفه
ابن الوضّاح المرسي المعروف ب
البقيرة
وصفه بالآداب البارعة، والعلوم الجامعة، والكتابة الرائقة، والإجادة الرائعة، وذكر أنه توفي سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة وهو طرير الشبا، طريّ الشباب، نضير العود، نمير الشراب. قال أنشدني له محمد بن محمد اليثربي أنه أنشده لنفسه بقرطبة:
هل تذكرون غريباً عاده طرب ... من ذكركم وجفا أجفانه الوسن
أخفى لواعجه والدمع يفضحها ... فقد تساوى لديه السر والعلن
يا ويلتي كيف يبقى في جوانحه ... فؤاده وهو بالأطلال مرتهن
هل شاق صحبي ما قد شاقني سحراً ... ورقاء قد شفّها أو شفني شجن
فبت أشكو وباتت فوق أيكتها ... وبات يهفو ارتياحاً تحتها الغصن
يا هل أجالس أقواماً أحبهم ... كنا وكانوا على عهد وقد ظعنوا
ما للركائب ما تهدي لنا خبراً ... سدّت مسالكها أم صمّت الأذن
أسائل البرق هل وافى بربعكم ... وهل أناخ عليه الوابل الهتن
إن كان عادكمُ عيدٌ فربّ فتى ... بالشوق قد عاده من أجلكم حزن
قد أفردته الليالي عن أحبته ... فبات يشدوكم مما جنى الزمن
بمَ التعلل؟ لا أهل ولا وطن ... ولا نديم ولا كأس ولا سكن