وقوله:
على العذب لا الملح يخشى الأسن
ومما استخرجت من شعره من قلائد العقيان أبيات له في استسعاف مقاصده، واستعطاف والده:
أعيذك أن يكون بنا خمول ... ويطلع غيرنا ولنا أفول
حنانك إن يكن جرمي قبيحاً ... فإن الصفح عن جرمي جميل
ألست بفرعك الزاكي وماذا ... يرجي الفرع خانته الأصول
وكان قد وجد عليه أبوه لاشتغاله بالكتب عن الكتائب، وبمناقب الدفاتر عن مقانب العساكر، وبالعلم المسطور، عن العلم المنشور، وبالأقلام، عن الإقدام، فكتب إليه المعتمد مستعتباً، وله موبخاً ومؤنباً، من أبيات:
الملك في طي الدفاتر ... فتخل عن قود العساكر
طف بالسرير مسلماً ... وارجع لتوديع المنابر
وازحف الى جيش المعار ... ف تقمر الحبر المقامر
واضرب بسكين الدواة ... مكان ماضي الحد باتر
ومنها:
هذي المكارم قد حوي ... ت فكن لمن حاباك شاكر
واقعد فإنك طاعم ... كاس وقل هل من مفاخر
فكتب إليه ولده الراضي مسترضياً، وعن عتابه مستعفياً، من قصيدة:
مولاي قد أصبحت هاجر ... لجميع ما تحوي الدفاتر
وفللت سكين الدواة ... وظلت للأقلام كاسر