ومن شعره قوله:
قامت تجر ذيول العَصْب والحَبَر ... ضعيفة الخطو والميثاق والنظر
تخطو فتولي الحَصا من حَليها نُبَذاً ... وتخلط العنبر الوردي بالعَفَر
غيري يخلي بما تبديه من قلق ... في الوُشْح أو غَصَص تخفيه في الأُزُرِ
لم أدر هل حنق الخلخال من غضب ... عليه أم لعب الزنار من أشر
تلفّتت عن طَلَى وسنان وابتسمت ... عن واضح مثل نَوْر الروضة العطر
إن نلت ريّاه لم أطمع بمطمعه ... لأن روض الصِّبا نَوْر بلا ثمر
ما لذّ للعين نوم بعدما ذكرت ... ليلاً سمرناه بين الضال والسَّمُر
تساقط الطل من فوق النحور به ... تساقط الدرّ في اللبات والثُّغَرِ
ومفرَق الليل قد شابت ذوائبه ... فبِتّ أدعو له بالطول والعمر
والليل يعجب والظلماء داجية ... من ساهر يتشكّى الليل بالقصر
فبتُّ أجزع من ليل بواضحة ... تبدو وأبخل من روض على سحر
يا من جفا فجفاني الطيف هجرك لي ... بأي عذر فعذر الطيف في السهر
ذكرت بالسفح شملاً غير منصدع ... بالنائبات ونظماً غير منتثر
ومنها في وصف السيف:
إن قلت نارٌ أتندى النار مُلْهَبَة ... أو قلت ماء أيرمي الماء بالشرر