وقال:
إياب كما آب الحسام إلى الجفن ... وعود كما عاد المنام الى الجفن
وأُنْس تلاق عن توحّش فُرقة ... كما افترّ ثغر البرق عن عابس الدّجن
وبشرى ورود عن بكاء تودّع ... كما راق وجه الرّوض عن واكف المُزْن
وأنفس ما في الجسم عين ومسمع ... لمرءاك في حين ونجواك في أُذْنِ
وقال في صفة الثلج:
لله ندمان صدق بات مصطلياً ... ناراً من القدَح الملآن تستعر
والأرض فِضّيّة الآفاق تحسبها ... شمطاء حاسرة قد مسّها الكِبَر
بكل نجد ووهد قد أظلّ به ... روض تحلّى بنور ما له ثمر
وللأقاحي ثغور فيه باسمة ... لها من الثلج ريق بارد خَصِر
كأنّ في الجوّ أشجاراً منوّرةً ... هبّ النسيم عليها فهي تنتثر
وقال:
قُدِّسْتِ من ياقوتة حمراء ... في حقّة من دُرّة بيضاء
كشقيقة في نَوْرَةٍ أو برْقة ... في مُزْنة أو جذْوَةٍ في ماء