فمما أنشدنيه لنفسه بواسط، في عاشر شوال سنة تسع وخمسين وخمس مئة، يلغز بالعقل:
ما حاضرٌ ما يُرَى له شخصُ ... كأنّه في اختفائه لِصُّ
يُضيءُ في البيت كالسِراج وقد ... يشوبُ وقتاً ضِياءَه غَمْصُ
يَبين نقصانُه وليس له ... رُجحانُ كَمّيَّةٍ ولا نقصُ
لكنّه عادلٌ يَميلُ وما ... رأيتُ ميلاً بالعدل يختصُّ
يَهْزِمْ جيشَ الخطوب مقتدراً ... وَهْوَ يُرَى وَهُوَ عاجزٌ نكصُ
أعوانُه عِدَّةٌ ثمانيةٌ ... بهم يَتِمُّ الضَّلال والفَحصُ
فَهْوَ كَنُوحٍ في الفُلْك مستتر ... وهمْ كأَصحابه إِذا أُحْصُوا
ذكر: أن أصحاب نوح، عليه السلام، عِدَّتُهم ثمانية.
أَبِنْهُ يا من غدا بفِطنته ... وعلمِه للأُمور يقتصُّ
فقد كشَفْت الغطاء مجتهداً ... حتّى بدا ما ظُهورُهُ نقصُ
وأنشدني لنفسه في الإِلغاز بالرُّمَانة:
يا عالماً يستفهِمُ ... عن كلّ ما يستبهِمُ
ما حاملٌ عذراءُ لم ... تَزْنِ ولا تُتَّهَمُ
أولادُها في جوفها ... تحتَ الضُلُوعِ جُثَّمُ