والفرع. حبرٌ بحرٌ، رحبٌ ربح من ابتاع من متاعه، وخسِر من لم يَكِل بصواعه، وسعى في إضاعة بِضاعته، ولم يتعلم من صناعته. فالعلم في ذاته عزيز وإن أذله الجهال، رشيد هادٍ صاحبه وإن أضله الضلال. وناظم محسن، له شعر حسن، ومنطق ولسن.
أسن، وماء علمه ما أسن، وشاخ، وخمر فضله الجم ما باخ. وهرم، وحبل أدبه ما صرِم. ومات وأثره ما فات.
وتوفي، بعد طويل من العمر وفِيّ. فمشايخ واسط الآن عنه يروون، وبالرواية عنه يرتوون.
له في الحث على إعارة الكتب، ما أنشدنيه الشيخ الإمام العالم الفقيه هبة الله، بن يحيى، بن الحسن، بن البوقي، الشافعي، الواسطي له:
كتبي لأهل العلم مبذولةٌ ... أيديهِمُ مثلُ يدي فيها
متى أرادوها بلا مِنّةٍ ... عاريةً فَلْيَسْتَعِيرُوها
حاشايَ أن أمنَعَها عنهمُ ... كلا كما غيريَ يُخفيها
أعارنا أشياخُنا كتبهم ... وسُنَّةُ الأشياخِ نُمْضِيها