وكالَنا مسرعاً وصاح هَيَا ... عجوزُ نادي الغلامَ ينتقدُ

فجاء بدرٌ يُقِلُّه غُصُنٌ ... يكادُ ليناً إِنْ ماسَ ينحصدُ

فقبَضَ الشَّيخ مَهْرَ خمرتِه ... وقد دهاني من حبّه الكَمَدْ

فقلتُ قُمْ يا غلامُ نرتضعِ ال ... كأسَ فكلُّ لِثَدْيها وَلَدُ

ولم أزَلْ بالكلام أَخلُبُه ... يقرُبُ منّي طوراً ويبتعدُ

حتّى سخا بالوِصال عن بَخَلٍ ... والمرءُ فيما يهواه يجتهدُ

وقام يسعى بكأسها رَشَأٌ ... مسلَّطٌ ما لِعَمْده قَوَدُ

يُديرُ من طَرْفه ومن يده ... خمرَيْنِ ينحاز عنهما الرَّشَدُ

ومن رُضابٍ بفِيهِ ثالثةً ... تجري بثَغْر كأنّه بَرَدُ

إذا حذا بابْنَة العصير فمي ... أقبلتُ بابْنِ العصيرِ أَبْتَرِدُ

أَلْحَظُهُ وَهْوَ مُطرِقٌ خجِلٌ ... يَكسِرُ من لَحْظ عينهِ الحَرَدُ

والقومُ قد صاحت المُدام بهم ... مُوتُوا فإِنّي لقتلكم صَدَدْ

وقد تمشّت فيه الشَّمُولُ فما ... له على شُرْب كأسِها جَلَدْ

ولا لسانٌ له فيُسْمِعني ... قولاً ولا للدِّفاع عنه يَدُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015