البحر، وتميمة النحر، ودرة الصدف، ودري السدف، وطراز الفضل، وعلم العلم.

قد أعجز الفصحاء بصناعته، وأبر على البلغاء ببراعته، وبلغ السَّماء ببلاغته، وأوجد حلي الزمان العاطل بجودة صياغته.

وقد اشتهرت له المقامات شرقاً وغرباً، وبعداً وقرباً فما نحتاج إلى إيراد شيء منها، ونستغني بغيرها من الغرر عنها.

ولم يزل الحريري صاحب الخبر بالبصرة، في ديوان الخليفة ووجدت هذا المنصب لأولاده إلى آخر العهد المقتفوي.

وله رسائل معجبة وأكلام غريب، كالضرب ما له من ضريب.

وقد لقيت بالبصرة، سنة ست وخمسين وخمس مئة، من بنيه: زين الإسلام، أبا العباس، محمداً، وسمعت عليه من المقامات الخمسين أربعين مقامة، وقطعني المرض عن إتمامها ولم أطق إقامة.

وكانت ولادته في سنة ست وأربعين وأربع مئة، ووفاته سنة ست عشرة وخمس مئة.

وكان مسكنه بالبصرة في محلة بني حرام، وبيت عمله المشان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015