هناك قام عفيفٌ بالَّذي قعَدت ... عنه الرِّجالُ برأيٍ غيرِ موهونِ
رماهُمْ بالكُماة الغُلْبِ قد لبِست ... من كلّ زَغْفٍ دِلاصِ السَّرْدِ موضونِ
والخيلُ في العَبْرِ تتلوهم مبادِرةً ... في كلّ فُلْكٍ كُرْكنِ الطَّوْدِ مشحونِ
كأنَّما قيلَ يا ريحُ اسكُني بهِمُ ... ولا تَعَرَّضْ بهِمْ يا بردَ كانُونِ
فعندَها راحةُ المَلاّحِ ما حضرت ... والرِّيحُ لم تَثْنِ قصَد الفُلكِ للدِّينِ
لو أَنَّ جَيْحُونَ يومَ العبرِ عَنَّ لنا ... مكانَ دِجْلَةَ لم نَحْفِل بجَيْحُونِ
أعزَّ ذو العرشِ حزبَ الله وانسدلتْ ... على الطُّغاةِ ثيابُ الذُّلِّ والهُونِ
ترى أَسِنَّتَنا في النَّقْعِ تتبَعُهمْ ... مثلَ النُّجومِ رُجوماً للشياطينِ
تدبيرُ ألْوَى من الفِتيانِ مضطلعٍ ... بالحرب يمزُجُ خَشْنَ المَكْرِ باللينِ