قِفا فاسألا رَسْماً لِلعَسْاءَ مُقْفِرا ... عسى أن يُجيبَ السائلينَ مُخَبِّرا

وعَلَّ سؤالَ الدّارِ يَشفي صَبابةً ... فيُطْفِي غراماً في الحَشا قد تَسَعَّرا

أَوَدُّ لها سَقْيَ السَّحابِ وَأمْتَرِي ... لها عارضاً من جَفْن عينيَ مُمطِرا

لعَمْرُ أبيها لو رأتْ أَمسِ موقفي ... على الدّار أَبكي رسمَها حينَ أقفرا

رأت حافظاً للعهد غيرَ مُضَيِّعٍ ... وحِبّاً على هِجْرانِها ما تغيَرا

ذكَرت الصِبا من بعدِ ما بانَ وانقضَى ... ومَنْ كانَ مشغوفاً بشيءٍ تذكرَّا

وللهِ أيّامُ الصِّبا ما ألَذَّها ... وأرغَدَ ذاك العيشَ منها وأنضرا

طوى طولَها طِيُب الشَّبابِ فما أرى ... كأوقاتها أَوْحَى فَناءً وأقصرا

أكانت لياليهِ جميعاً كليلةٍ ... جَلاها ضياءُ الفجرِ ساعةَ أسفرا

أَمِنّي أراد الكاشحونَ خديعةً ... أكنتُ بما رامُوا غبيّاً مُغَمَّرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015