وكن قنوعاً بما يأتي الزَّمانُ به ... فيما يَنوبُك من صفوٍ وتكديرٍ
فما اجتهادُ الفتى يوماً بنافعه ... وإنّما هو إبلاءُ المعاذير
وأورد السَّمعانيّ في المذيّل: أنشدني المُباركُ بن مَسْعود الغَسَّال له:
ما كان بالإِحسان أوْلاكُم ... لو زرتُمُ من كان يهواكُمُ
أحبابَ قلبي ما لكم والجفا ... ومَنْ بهذا الهَجر أغراكمُ
ما ضركُمْ لو عُدتُمُ مُدْنَفاً ... مُمرّضاً من بعض قتلاكمُ
أنكرتمونا مُذْ عهدناكمُ ... وخُنْتُمونا مذ حَفِظْناكمُ
لا نظرتْ عيني سوى شخصِكمْ ... ولا أطاع القلب إلاّكمُ
جُزتمْ وخُنْتمْ وتحاملْتُم ... على المُعَنّى في قضاياكمُ
ما كان أغناني عن المُشتكى ... إلى نجوم الليل لولاكمُ
سَلُوا حُداةَ العيس هل وردت ماءً سوى دمعي مطاياكمُ
أو فاسألوا طَيْفَكمُ هل رأى ... طَرْفي غَفا من بَعْدِ مَسْراكمُ
أحاول النَّوم عسى أنّني ... في مُستَلَذّ النَّوم ألقاكمُ
يا ظَبَيات الإِنس في ناظري ... وُرودُكم والقلب مرعاكمُ