تَجيشُ صدورُ الأرْحَبِيّاتِ غضبةً ... فما يَدَّرِعْنّ الليلَ إّلا رَواغيا
وما كِدن يعرفن النِّفارَ عن الدُّنى ... ركابيَ لولا ما رأت من إبائيا
تقيّلن أخلاقَ ابنِ عزمٍ مشّمرٍ ... على لهولِ لا يخشى الخطوبَ العواديا
يكفكفُ غَرْبَ القولِ عن ذي سفاهةٍ ... ويُوسعُ حسنَ الإطّراحِ الأعاديا
لَئِنْ جحَدَتْ بغدادُ حقّي من العلى ... فلا البحرُ مغموراً ولا الصبحُ خافيا
تركتُ بني آدابِها غيرَ حافلٍ ... رَدَايا سُرَىً يستشبحون مكانيا
إذا طار بي قولٌ إلى ما أرِيدُهُ ... كَبَتْ بهِمُ أقوالُهُمْ من ورائِيا
وسِرْبٍ كغِزْلانِ الصَّرِيمِ نوافرٍ ... عن الفحش يَستشرِفْنَ نحو عَواطِيا
إذا ما اعتجرنَ الليلَ كتمانَ زورةٍ ... إليَّ، غدا جَرْسٌ من الحَلْي واشيا
تعفّي فضول الرَّيطِ سحباً على الخُطا ... ويُخفي قَتشيبُ العبقريِّ التَّناجيا