أقولُ لقلبٍ هاجَهُ لاعجُ الهوى ... بصحراء مروٍ واستشاطتْ بَلابِلُهْ
وضاقت خُراسانٌ على مُعْرِقِ الهوى ... كما أحرزت صَيدَ الفَلاةِ حَبائُلهْ
أعنّي على فعل التّصُبُّرِ، إننّي ... رأيتُ جميلَ الصبّرِ يُحْمَدُ فاعِلُهْ
فلمّا أبى إّلا غَراما وصَبوةً ... أطعتُ هواكم، واستمرَّت شَواغِلُهْ
وأجريتُ دمعاً لو أصاب بسَحِّهِ ... رُبا المَحْلِ يوماً أنبتَ العشبَ هاطِلُهْ
هَبُوني أمرتُ القلبَ كِتمانَ حبّكم ... فكيف بجسمٍ باحَ بالوجدِ ناحلُهْ؟
وكنتُ أمرتُ العزمَ أن يخذُلَ الهوى ... وكيف اعتزامُ المرءِ والقلبُ خاذلُهْ؟
فكيف التّسلّي بعدَ عشرٍ وأربعٍ؟ ... أبى لي وفاءٌ لا تَذُبُّ جَحافِلُهْ
وله في بعض الأكابر، وقد عثر به فرسه:
لا تُنكِرنَّ لِطِرْفٍ أنت راكبُهُ ... فَرْطَ العِثارِ ولا الإفراطَ في الزّللِ