أُقَلِّبُ كُتْباً طالما قد جَمَعْتُهَا ... وأَفْنَيْتُ فيها العَيْنَ والعَيْنَ واليدا

وأصبحتُ ذا ضنٍ بها وتمسُّكٍ ... لِعِلْمِي بما قد صُغْتُ فيها مُنَضَّدَا

وأَحْذَر جَهْدي أن تُنَالَ بنائلٍ ... مُبيرٍ وأن يغتالَهَا غائلُ الرَّدَى

وأعلمُ حقًّا أنني لستُ باقياً ... فيا ليت شعري من يُقَلِّبُها غدا

مسعود الدولة بن حريز الشاعر المصري

أنشدني الفقيه نصر بن عبد الرحمن الفزاري الإسكندري ببغداد قال أنشدني أبو الفتح نصر المصري قال سمعت ابن حريز ينشد.

ظَنَّتْ مَعينَ الدمع غيرَ مُعينها ... في بينها أو في تَعَسُّفِ بَيْنِها

صَدَقَتْ وفي صَدَفِ الجفون لآلىءٌ ... نابَ العقيقُ الرَّطْبُ عن مكنونها

ومنها:

أيامَ عيشي تشتكي سلمى وما ... تشكُو سوى تصحيفِ أَحْرف سينها

حَلَفَتْ لَتَرْقَنَّ السماءَ فمذ أًتَتْ ... قَصْرَ الخلافةِ بَرَّ عَقْدُ يمينها

أبو الحسن التنيسي يلقب برضي الدولة

أنشدني الفقيه نصر، قال: أنشدني أبو الفتح نصر قال: سمعت أبا الحسن التنيسي ينشد:

راحَ من خَمْرِ الصِّبَا مُغْتَبِقَا ... ثَمِلاً أَحْسَنَ شيءٍ خُلُقُا

تفعلُ النشوةُ في أَعْطَافِهِ ... فِعْلَ عينيه بأرباب النَّقَا

رشأٌ قد أَقْسَمَتْ أَلْحَاظُهُ ... لتُريقنَّ دِمَا مَنْ عَشِقَا

فيهما سهمان تنصيل الهوى ... فإذا مافُوِّقا قد رَشَقَا

مَنْ عذيري من غزالٍ كلَّمَا ... سُئِلَ الرحمةَ أَبْدَى حَنَقَا

ورأيتُ النرجسَ الغضَّ وقد ... أخجلَ الوردَ بما قد أَحْدَقَا

ينهبُ الناهبُ من زهرته ... ويذودُ اللمسَ عما بَسَقَا

كم أناديه وذلِّي شافعٌ ... وفؤادي يَتَلظَّى حُرَقَا

هكذا يُجْزَى بكمْ من عشقا ... لاعجاً يَسْري وقلباً مُوثَقَا

إِنْ يكن بُعْدُكَ عن حُمَةً ... فمديحي حافظُ الدين الرُّقَى

ابن غسان الكاتب المصري

أبو الحسن علي بن المؤمل بن علي بن غسان. أنشدني الفقيه أبو الفتح نصر ابن عبد الرحمن ببغداد، قال: كان ابن غسان مكثراً من الشعر عارفاً بالكتابة، رأيت ديوانه في مجلدين بخطه بالإسكندرية، وهو رواية العثماني، قال أنشدني الشيخ أبو الحسن علي بن المؤمل بن علي بن غسان الكاتب المصري لنفسه.

بكىأَسَفاً لفراق الحبيب ... وأَفْرَقَ من سطواتِ الفراقِ

عسى الله من بَعْدِ حَرِّ الفراقِ ... يَمنُّ عليه بِبَرْدِ التَّلاَقِ

وأنشدني أيضاً، قال: أنشدني القاضي العثماني، قال: أنشدني ابن غسان لنفسه:

فُتِنْتُ بفاتنِ الْحَدَقِ ... وزاد بِهَجْرِهِ أَرَقِي

إذا ناديتُ من جَزَعٍ ... أخذتُ القلْبَ في طَلَقِ

رويدك سَوْفَ تَلْقَاهَا ... بلا قَلْب ولا رَمَقِ

قال: وأنشدني القاضي العثماني قال: أنشدني ابن غسان لنفسه.

توكَّلْ على الله جلَّ اسمُهُ ... ولا ترجونَّ سواه تَعَالَى

وكلُّ امرىءٍ يَرْتَجِي غيرَهُ ... لكشفِ المُلِمَّاتِ يَرْجُو مُحَالاَ

قال: وأنشدني أيضاً لنفسه.

إلى كم منك حظي في انتقاصِ ... ومالِي عن غرامك من مَنَاصِ

لقد ضيَّعتَ حين أَضَعْتَ حَقِّي ... وودِّي لم تُرَاع ولا اختصاصي

إذا أَوْعدتني شرًّا أتاني ... ووعدُ الخيرِ عندكَ في اعْتِيَاصِ

فَشرُّكَ كلَّ يومٍ في ازديادٍ ... وخيرُكَ كلَّ يومٍ في انتقاصِ

وصدُّكَ لا يَصُدُّكَ عنه شيءٌ ... وَوَصْلُكَ ذو اعتلالٍ وانتكاص

عجبتُ لِمَنْ يُؤَمِّلُ مِنْكَ خيراً ... يفوزُ به إلى يوم القصاص

وأَعْجَبُ من صدودك أَنَّ مالي ... وقد أَنْكَرْتُ فِعْلَكَ مِنْ خَلاَصِ

ابن قتادة المعدل المصري

طور بواسطة نورين ميديا © 2015